الشيخ طلبة الحلقة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ طلبة
I
     قبل أن يعرف العالم المملكة العربية السعودية كان هناك عجوز يدعى الشيخ قطان.. وهو شيخ حج مع والديه في قافلة حج كانت قادمة من مدينة موستار الهرسكية.. وكان هذا الشيخ شيخ في بلده وشيخ في المدينة المنورة.. وكان يعمل في تجارة القهوة.. وما إن دنت وفاته حتى قسم إرثه بين أولاده الثلاثة وابنته الوحيدة.. ووصى ابناءه ان يكملوا حياتهم في مدينة طفولته موستار وأن يبنوا له فيها مسجدًا يحمل اسمه.. مسجد قطان...
     إلا أن أحد أولاده لم يفعل.. بل بقي في المدينة المنورة.. وحصل على الجنسية السعودية باعتباره عاش في المدينة المنورة من قبل أن يوحد الملك عبدالعزيز السعودية.. وكان سبب مكوث هذا الابن هو محبته للمدينة المنورة ومزارعها.. بيد أنه لم يكن يهتم للعلم كثيرًا.. بل إنه كان عاميًا إلا في الرياضيات.. وعمل في مزرعته وكدلال مزارع في ذلك الوقت.. ثم ما لبث ان توفي تاركًا ابنه الشاب [طلبة] والذي كان عكس والده مهتمًا بطلب العلم ولم يرث عن والده سوى حبه للتجارة والعينين الخضراوين والشعر الناعم الفاحم والبشرة الزهراء...
    وما أن أتى عام 1391هـ/1971م حتى كان الشيخ طلبة ممن يرحل إليهم لطلب العلم في المدينة المنورة.. كما أنه من تجار العقار والذهب الكبار في السعودية كلها...
     وبينما كان الشيخ طلبة يجلس مع سبعة من تلاميذه المخلصين يتناولون الشاي كان الرئيس الأمريكي نيكسون يطل عليهم من التلفاز معلنًا صدمته للعالم وكيف قام بفك ارتباط الدولار مع الذهب:
-<< ما رأيك يا شيخنا بالذي يحصل؟ >>
     الشيخ طلبة رأيه في هذا الموضوع لم يكن رأيًا عاديًا مثله مثل أي شيخ، فهو أولًا عالم أصول فقه من الأوائل في عصره – في السعودية على الأقل - ، وثانيًا هو من تجار الذهب المرموقين في السعودية إن لم يكن العالم، ويعرف مثل هاته أمور:

-<< هذا يا ابني يضعنا في مأزق كبير.. إذ يصبح الورق الغير نادر هو عملة الناس بدل الذهب النادر وهذا يؤدي بنا في النهاية إلى ترك ندرة الأموال بيد البشر بدل ما كانت في يد الخالق.. وهذا سيؤدي بنا إلى انعدام البركة في النقود فتجدنا نملك نقود كثيرة لكن لا نشتري بها إلا أشياء قليلة.. والآن إليكم السؤال الذي يجب ان تجيبوا عليه هل على الأموال الورقية المفكوك ارتباطها بالذهب زكاة وهل فيها ربا؟ >>
يتبع بعد الإجابة على هذا السؤال:(ما الذي اعجبك والذي لم يعجبك في هذا النص؟)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق