من المقدس؟


     بعد أن بدأت أوروبا بالحروب الصليبية والاستعمار واطلعت على الأندلس والدولة العباسية بدأت تتشكل فكرة [التفوق على الأمم],, تلك الفكرة التي ما زالت إلى اليوم حلم جميع سكان البشر الذين تم وصلهم مع بعضهم البعض,,,
     هكذا تم الاهتمام [بالعلوم الإنسانية] وهو اهتمام رائع بحق ومطلوب,, لكن المشكلة أنه تحول إلى [تقديس الإنسان] وترك الإله بعد أن بهر الناس بنتائج الملموسة لما انتبه الناس للعلوم الإنسانية وكيف كشفت لهم سر التفوق العالمي,, وهكذا ولدت الديانة [الإنسانية] وإن كانوا يصرون على تسميت دينهم بالفكر او الفلسفة او المذهب او الاهتمام,, لأنهم يرون الدين شيء له علاقة [بالآخر],, فهم مثلهم مثل أي ديانة,, لديهم ترفع عن تقليد الآخر وحب التميز عنه لأنهم الحق وهو الكافر المتخلف الـ...إلخ,,,
     إذن الآن أصبح البشر يقدسون [الإنسان],, فأي مسألة تطرح نفسها فإنه ينظر للإنسان هل تناسبه أم لا,, ولا ينظر لما يريد الرب فيها,,,
     مثلًا,, قتل المرتد عن الإسلام شيء يريده الرب,, لكن مقدسي الإنسان يرفضونه لأن الإنسان عندهم مقدس وليس الرب,,,
     الآن نأتي للسؤال المهم,, من هو المقدس الرب أم الإنسان منطقيًا؟
     الحقيقة أن المقدس منطقيًا هو الرب,, لأنه هو من خلق لنا كل ما في هذا الكون,, لأنه القادر الرحيم العظيم القادر القاهر إلى آخر عظمته,, على العكس من الإنسان الذي لا يوجد أي برهان يجعله مقدس,, فتقديس الإنسان هو مجرد ردة فعل شاعرية غير عقلية نتجت بسبب نشوء العلوم الإنسانية التي أبدعت في تقدم الإنسان,, فربط الشاعريون بين تلك العلوم وبين تقديس الإنسان,, بينما الواقع يقول أنه لا يوجد أي برهان على أن الإنسان مقدس,,,
     الخلاصة أن السؤال القائل: لماذا نقدس الإنسان؟ لا يوجد عليه أي إجابة منطقية,, لأن تقديس الإنسان بني بطريقة خاطئة بسبب كشف العلوم الإنسانية عن أهمية بعض القوانين التي يجب على الإنسان فعلها في حياته الدنيوية ليتقدم,, فبدأ الناس يهتمون بالإنسان بشكل عادي وبطريقة منطقية لأنه سر التقدم (وهم صادقون في هذا),, لكن يبدو أن هذا الاهتمام زاد لخلق الدين الإنساني وجعل أي مسألة ترتبط بالإنسان,,, فقتل المغير لدينه الإسلامي حرام,, لكن لما تسأل الشاعري لماذا؟ فلن يجد الجواب,, لأن عقيدة عدم قتل الإنسان المغير لدينه هي شاعرية حماسية تولدت من الاهتمام الزائد بالإنسان لا أقل ولا أكثر,,,

تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق